خرج من الشباك وعاد من الباب !
لا نستغرب بعد اليوم من المفارقات والتحولات في العراق الديمقراطي !
ولا ننصدم من التقلبات والتناقضات في مواقف الساسة والرموز لأن النتيجة التي بانت تستدعي إنصدامنا مع أنفسنا لأننا سمحنا لها أن تصدق ما لا يصدق وتستأمن من لا يستأمن وبالتالي فهي ليس أهلا للوثوق والإطمئنان . وبعد التي واللتيا جاء دور الأذهان لتتفتح وتحسب الأمور حسابا صحيحا .
وما نعيشه الآن ليس بالجديد على البشرية بل هو إرث عتيق حفظته لنا خزائن التاريخ . والعاقل من يستفيد من سيرة الماضي وربطها بالحاضر ليقرأ الأحداث بموضوعية أكثر .
هذه الأيام نعيش في العراق حدثا رهيبا يتمخض بعودة مقتدى الى العراق بعد ان تركه سرا قبل اربعة سنوات مرتميا في احضان الجارة الحاضنة ايران . وخروجه انذاك جاء نتيجة التورط الكبير الذي اودى بمقتدى مدانا ومطلوبا لكثير من العوائل العراقية بسبب تورطه وجيشه الطائفي بجرائم القتل والخطف والسلب والتهجير وفي صدارة تلك الموبقات جريمة قتل السيد عبد المجيد الخوئي .
الأمر الذي دعا مقتدى بعد أن ضاق الخناق عليه أن يغادر العراق سرا بحجة الدراسة بعد أن اخذ الضوء الإيراني الأخضر ليتلقى هناك الحصص التدريبية التي تنسجم مع المصالح الإيرانية .
حينها برز على السطح بعض الجماعات المنشقة والخارجة على مقتدى منها ما تسمى بعصائب الحق بعد أن ورّط اتباعه في مآزق كبيرة ومهولة حتى وصل الحال أن تطال أعراضهم وتغتصب نسائهم على أيدي المليشيات المالكية وزجّ المغفلين في السجون والمعتقلات لاقين أشد وأقسى ألوان العذاب .
وما أن مرّت سنين الفرار وحصل أتباعه على 39 مقعدا برلمانية بالإضافة الى الوزارات الثمان أصبح الظرف مناسبا ليكون مقتدى وتياره حليفا قويا في الحكومة الجديدة . مما أدى بإيران أن تسعى جاهدة لإنجاح العلاقة النفاقية بين أعداء الأمس ليصحبوا حلفاء اليوم وينقلب المشهد السياسي إلى تأييد مقتدى للمالكي !
وهذا لم يأت مجانا بل مقابل صفقات وتنازلات من ضمنها غض النظر عن جرائم مقتدى وأتباعه وإغلاق ملفاتها وكل ذلك على حساب دماء وأعراض وأموال الأبرياء العزّل !!! . وبكل تأكيد فالأيام القادمة حبلى ومتخمة بالكوارث والمصائب لأن مقاليد الحكم في قبضة الميليشيات .
منقول
د . محمد تقي
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=80987